من خلال متابعتى لمباريات كأس العالم أحب أن أؤكد على أن الكورة مش بس أجوان ... فالكورة بتجمع كل معانى الحياة من هدف وأصرار وعزيمة وتحدى، نجاح وفشل، وفرح حزن، غش ونزاهه، أمل ويأس، كسل ونشاط، أحباط وسرقة ونصب وتمثيل، ظلم وعدل ... فيكفى أن تشاهد مباراة واحدة لتجد كل ما سبق فيها واضح زى الشمس.
وعارفه كويس أن كل ماسبق ذكره معلوما للجميع يشعرون به من مجرد الفرجة على مباريات الدورى والكأس المصرى.
ولكن الجديد فى كأس العالم السنة دى أنه طرح فكرا جديدا لو طبق على حياتنا لأعطى الأمل للكثيرين، فقد فاجئنا كأس العالم السنة دى بنغمة البقاء للجاد المجتهد المخلص فقط فلا مجال لشهرة منتخب دون الأخر ولم يشفع حتى تربع بعض المنتخبات على عرش أبطال العالم لسنوات لنجد مثلا فرنسا وأيطاليا يغادرون كأس العالم فى دوره الأول او ما يسمى بدور ال 32 ولا شئ سوى أنهم غير مخلصون وغير جادون، وتلحق بهم فيما بعد كل من أنجلترا والبرازيل والأرجنتين وهذة الأخيرة بنتيجة ستظل بمثابة شبح يلاحقها على مر التاريخ لتجد دائما 4-0 البعبع الذى يخيفها عند الوقوف أمام الماكينات الألمانية مرة أخرى، ففى كأس العالم 2010 الكبار يتساقطون واحدا تلو الأخر ليفسحوا المجال لصغار أستطاعوا أن يثبتوا أنفسهم وسط دهشة الجميع.
وبما أننا ذكرنا الماكينات الألمانية فهنا لازم نتكلم عن التعاون والعمل الجماعى، فأرجوا أن تعيدوا مشاهدة مباريات منتخب ألمانيا لتجدوا تعاون بين اللاعبين يحسدون عليه وهذا يتضح من تمريراتهم المتقنة التى لا تهدأ ولا تكل ولاتمل حتى تسكن شباك المنافس ... أيه الجمال ده، وجابوا الدقة دى كلها منين؟ الله أعلم، فبعد أول مباراة لهم أمام أستراليا تخيلت للحظة أنهم نزلوا أرض الملعب قبل المباراة وقسموا المساحات المطلوبة للتمرير بالقلم والمسطرة عشان فى النهاية نشوف أجوان بجد مرسومه.
كما يضرب أيضا لاعبى المنتخب الألمانى أكبر مثلا لعدم الطمع وايثار الغير والعمل للمصلحة العامة بعيدا عن المصلحة الشخصية، فبالله عليكم كيف للاعب فى كأس العالم "وحط نفسك مكانه" كيف له وهو أمام مرمى المنافس وعلى بعد خطوات قليلة أن يقرر فى لحظة عدم التسديد وتمرير الكرة لزميل له لتسديدها من مكان أخر رأى أنه الأنسب والأقرب والأضمن؟؟؟ ففى منتخب ألمانيا لا تجد النجم فجميعهم نجوم دون استثناء أستطاعوا وبأقتدار وفى أكثر من مرة التنازل عن المجد الشخصى لتبقى ألمانيا صامدة حتى تصل الى نصف النهائى.
ولو أتكلمنا عن الأخلاص فلا أجد أمامى سوى دموع "جونج تاى سى" لاعب المنتخب الكورى الشمالى وهو يبكى أثناء عزف النشيد الوطنى لبلاده بكاءا حارا توقعت بعده أن تتغلب كوريا الشمالية فى أولى مباريتها على البرازيل ولكن أتت النتيجة بعكس ما توقعت حيث كانت بمثابة نهاية مبكره لهم لأجد نفسى أقول ل جونج تاى سى فى نهاية المباراة "عذرا جونج تاى سى ... العاطفيون لا يكسبون عادة، والدموع فى حب الوطن لا تكفى للتغلب على بطل العالم لسنوات".
كما أدعوكم لمشاهدة الهدف الذى أحرزه اللاعب الأنجليزى "لمبرد" فى مرمى الألمان فى المباراة التى جمعتهما ضمن مباريات دور ال 16 والذى لم يتم أحتسابه نتيجة لتحايل حارس المرمى الألمانى على الحكم (نط فى الهوا وعمل تمثليه عجيبه كده قال ايه صدها)، وفى نفس الليلة وتحديدا فى مباراة الأرجنتين أمام المكسيك ستجد الهدف الذى جاء فى الدقائق الأولى من المباراة لصالح الأرجنتين وللأسف كان من تسلل وتم أحتسابه ولم يستطع الحكم ألغائه بعد أن أدرك الموضوع رغم توسلات لاعبى المنتخب المكسيكى له دون جدوى، واللى أتسبب فى هبوط مستوى المكسكيين شكلا وموضوعا وفى المقابل أمساك الأرجنتين بزمام الأمور وأحراز الفوز ... شاهد هاتين اللقطتين التى لا تتجاوز كل منها الخمس دقائق على الشاشة وكلمنى بعدها عن العدالة فى تلك الحياة التى من شأنها أعطاء غير المستحق ما لا يستحق، وحرمان المستحق من حقه الذى يراه أمام عينيه وميقدرش يتكلم وهنا يجب أن نشير الى السلبية التى أصابت كل من لاعبى المنتخب الأنجليزى ومديرهم الفنى الأكثر شهرة والأغلى أجرا "فابيو كابيلو" فلم ينطق ولم يعترض فهل ده يندرج تحت بند الأدب؟؟ وان كان كده فالسؤال هل ينتظر أحد فى هذا الزمان أهداء الحق على طبق من فضة أم أن ذلك قد يستلزم منا بحثا عنه حتى لو كان فى صورة مجرد أعتراض.
ولكن ماذا لو تدخل الحظ ليفسد العمل والأجتهاد، فلم أجد حظا سيئا أكثر مما عانت غانا فى مبارتها الأخيرة فى دور ال 8 أمام الأرجواى، ليقف سوء الحظ وبضراوة أمام نجم المنتخب الغانى وهدافه الرسمى أسامواه جيان فيفقد ضربة جزاء كانت من الممكن أن تجنبه ضربات الترجيح التى أتت فى غير صالح منتخب بلاده بعد أن أعطت لهم الأمل مرتين، ويخرج المجتهد ويكمل الأقل جهدا، وهنا كلمنى عن الحظ اللى مصروف لناس على حساب ناس.
بس بينى وبينكوا كده أحب أنصح أبناء منتخبنا الوطنى كده نصيحة رفيعة وهى أن ال Babies Black Stars جايين فى السكة واحتمال ياخدوا مننا كاس أفريقيا المرة الجاية وأحنا مش واخدين بالنا لأنهم بجد مجتهدين وياريت مننساش أنهم وقفوا قصدنا فى النهائى فى أنجولا واقفه خلت العالم كله يحترمهم، وكمان مننساش أنهم أبطال العالم لكاس الشباب اللى أقيم هنا فى مصر ... فالغانيون قادمون.
وأخيرا فوزا مستحقا للمنتخب الأسبانى على الرغم من توقعات البعض التى جاءت فى غير صالح الفريق بعد هزيمته الأولى والأخيرة أمام المنتخب السويسرى فى أولى مبارياته فى الدور الأول، والسؤال أزاى أسبانيا تخسر وهى تملك السد العالى "لا لا يا جماعة مش السد العالى بتاعنا" أقصد كاسياس ... هههههههههه ، فلازم نكون متأكدين أننا قادرين على الوقوف بعد الهزيمة ولكن اذا أردنا ذلك.
وفى النهاية ... باى باى كاس العالم 2010 ، وفى انتظار نسخة 2014 بمشاركة مصرية ان شاء الله، ونشوف أبوتريكة وأحمد حسن، وبركات، جمعة، والحضرى فى البرازيل.
على هامش المونديال ....
- حفل الأفتتاح جاء ضعيفا للغاية ومفتقر لكل معانى الأبهار.
- أسامواه جيان أفضل هداف لهذا العام.
- كاسياس أفضل حارس مرمى.
- كان نفسى غانا توصل للنهائى وتكسب كأس العالم زى ما كسبت كأس العالم للشباب.
- نجاح باهر لجنوب أفريقيا على الرغم من بعض حوادث السرقة العابرة التى حدثت فى بداية المونديال.
- حفل ختام مدهش ومبهر وفيه مجهود وشغل حقيقى عوض الأفتتاح الباهت.
- تغطية هائلة ورائعة من قنوات الجزيرة الرياضية للمونديال.
- أحب أن أعلن بكل صراحه أنى أدعم ملف قطر لأستضافة كأس العالم 2022.
- الحركات الهبلة بتاعت التشويش والهطل اللى حصلت دى تدل على تخلف وجهل من الجانب المصرى وده لأننا دفعنا ملايين الجنيهات ومعرفناش نعمل عقد محترم يضمن لنا عدم أذاعة المباريات على قنوات الجزيرة المفتوحة بدل من التشويش والهبل اللى حصل ده.
- فى النهاية كأس العالم السنة دى كان غريب صادم غير متوقع فى أغلب نتائجه وأحيانا مضحك وده الجديد.
الاثنين، 12 يوليو 2010
فى كاس العالم ...الكورة مش بس أجوان ... الكورة أصرار وعزيمة وتمثيل ونصب وحاجات كتير فوق بعضها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق