الاثنين، 2 أغسطس 2010

للرجـــال فقـط ...




حدثتنى أحدى صديقاتى عن الدهشة التى أصابتها عند عزمها على البحث عن أشخاص يعملون معها فى شركتها الصغيرة التى تعمل ليلا نهارا لتأسيسها، حيث قامت بالأعلان عن الوظائف الشاغرة فى الجروب الخاص بالشركة على الفيس بوك لينهال عليها عدد لا بأس به من الأيميلات والرسائل، والغريب أن معظمها ان لم يكن جميعها لبنات، وذلك على الرغم من أن هذة الوظائف كان المطلوب لها رجال وليس بنات، وتؤكد لى صديقتى وهى فى غاية الغيظ والأنفعال أنها أكدت فى أعلانها عن أن هذة الوظائف المتاحة للرجال فقط، وتتسأل "هما البنات مبقوش يعرفوا يقروا ولا ايه؟؟"، وبعد مرور يومين وبعد أن تخلصت من قدر كبير مما أصابها من غيظ اتصلت بى مرة أخرى ولكن هذة المرة تضحك بشدة وتخبرنى قائلة : "تصورى لما فتحت السير الذاتية لقيتها لرجال مش بنات بس اللى بعتوها بنات من أيميلاتهم الخاصة، هما الولاد جرالهم ايه؟؟؟"

لأجد الجملة تترد بداخلى أكثر من مرة بعد أن أُغلق سماعة التليفون معها "هما الولاد جرالهم ايه؟؟؟" يا نهار اسود صحيح هما الولاد جرالهم ايه؟؟؟؟ ده ايه المصايب دى يا ربى الولاد مش هاين عليهم يبعتوا حتة أيميل مش هياخد من وقتهم 5 دقايق، وده يتسمى ايه ده؟؟؟
كسل ولا يأس ولا أحباط ولا لامبالاة ولا يبقى تحت بند ايه ده؟؟
ما هو لو كسل أو لامبالاه يبقى ميستاهلش الوظيفة أصلا خليه بقى قاعد فى بيتهم احسن له واحسن لنا، ولو أحباط ويأس طاب يعنى مش برضه لسه صغير على الأحباط ده وبعدين هو جرب وقدم فى كام مكان اصلا عشان فى النهاية يصيبوا الأحباط واليأس ده كله، وبعدين يا ترى لما قدم على وظايف قبل كده كان مقدم على رئيس مجلس أدارة ولا كان واخد السلم من أوله؟؟؟

وهنا دعونى أوضح شيئا غريبا لاحظته كثيرا فى عدد لا بأس به من الشباب، فالملاحظ أن جميعهم يتسألون عادة عن برستيج الوظيفة ووضعه الهيكلى داخل المؤسسة قبل أن يُتعب نفسه ويرسل السيرة الذاتية الخاصة به حيث يأمل فى كثير من الأحيان أن يُعين مديرا عاما ولو تم تعيينه رئيس مجلس أدارة فلا مانع لديه.

وفى النهاية أحب أن أؤكد من واقع تجربتى وتجربة كثيرين ممن حولى أنه لا توجد بطاله بالحجم الذى نتصوره، فالبطالة فى أحيان كثيرة تكون متمركزه فى عقل شاب أختار أن يمكث فى منزله انتظارا لوظيفه الأحلام "عايز يطلع الدور العاشر من غير ما يعدى على الأول والتانى والتالت و.... التاسع".

يتسأل عن الراتب قبل حتى أن يعرف هل هذة الوظيفة تناسب قدراته أم لا؟؟ يحلم بأن يجلس فى مكتب مكيف أمام شاشة كمبيوتر يستطيع من خلالها ألقاء نظره على الفيس بوك ولا مانع من بعض الدردشة على الشات وبعض الألعاب، وخلال أسبوع أو عشرة أيام تبحث عنه فلا تجده فقد قرر أن يترك العمل دون سابق أنذار والسبب الوظيفة لا تناسب أمكاناته العظيمة والكبيرة ليمكث فى بيته مرة أخرى يندب حظه العاثر ليس فقط فى عدم ايجاد الوظيفة المناسبة ولكن أيضا فى فشله فى وظيفته الأولى ... تصدقوا السؤال لسه فى دماغى بيزن "هما الولاد جرالهم ايه؟؟؟؟