الأحد، 25 يوليو 2010

مش هتفرج على قناة التليفزيون العربى



دائما ما كنت أتساءل عن السبب الذى يجعلنى لا أصدق فى كثير من الأحيان أبطال السينما هذة الأيام، وهم يتحركون أمامى على الساحرة الكبيرة وأقصد هنا بالطبع شاشة السينما، مما يجعلنى أستطيع الأن وبمنتهى السهولة أن أذكر عدد المرات القليلة التى نسيت فيها أن من يقف أمامى الممثل الفلانى أو العلانى حيث الشخصية التى يجسدها طغت على شخصيته الحقيقية وسحقتها تماما فأتعاطف معه وأحيانا يساورنى شكا عجيبا بأننى قد أجده بمجرد خروجى من باب السينما، فالحقيقة أن هذا الأحساس لم يراودنى الا قليلا، وكنت ككثيرين غيرى وخاصة من هم أكبر منى سنا أعتقد أن هذا يرجع الى قلة موهبة هؤلاء النجوم الشباب مقارنة بمن سبقوهم من النجوم وخاصة فى عصر السينما الذهبى عصر الأبيض والأسود حيث سينما الخمسينات والستينات والتى تربى عليها من هم من جيلى "جيل الثمانينات" الذين بهرتهم خفة ظل أسماعيل ياسين والقصرى وعبد السلام النابلسى وزينات صدقى، وسحرتهم رومانسية حليم وفاتن حمامه وعمر الشريف، وأدهشهم أحساس وعبقرية سعاد حسنى وحتى نجيب الريحانى، كل هذا من خلال أفلام كان يعرضها التليفزيون المصرى وقت أن كانت القناة الأولى والثانية هما ملجئنا الوحيد فى حالة البحث عن وقت الترفيهة بعد المذاكرة فى أوقات الدراسة، أو شغل وقت الفراغ فى أجازة الصيف (أيام ما كان الريموت كنترول فيه 10 قنوات بالعافية)، طاب والله كانت أيام حلوة.

والسؤال وما الفرق بين نجوم الماضى والحاضر؟ هل هى قلة موهبة ؟ هل قلة الورق؟ هل لعدم حرصهم وأخلاصهم لفنهم سعيا وراء المال؟ (أصل أيامها فى أوائل الألفية الثالثة كده كان هى دى تحليلات أغلب النقاد، فكان يقولك أيه؟؟ أصلهم مش فاضيين غير فى جمع المال ... هو فى زى زمان).
وكأن كل نجوم زمان كانوا ملائكة بعثت بهم السماء، وكل نجوم اليوم وأيامها كانوا لايزالوا وجوه جديدة تحاول شق طريقها، كأنهم شياطين ووحوش يملائهم الجشع والطمع (كل ده وأنا مصدقة وجهة النظر دى).

وفى يوم أمسكت بالريموت كنترول ذات ال 300 قناة أو أكثر فى محاولة منى للبحث عن فيلم أشاهده، والحق أن الحيرة كانت كبيرة جدا حيث كريم عبد العزيز فى أبو على على قناة، وأحمد السقا فى تيتو على قناة، وحنان ترك فى أحلى الأوقات على قناة، وسيدة الشاشة العربية فى لاأنام على قناة، الحقيقة أحترت للحظات ولكن الأختيار فى النهاية كان من الممكن أن يكون فى صالح العظيمة فاتن حمامة لولا مشاهدتى صدفة وأنا لازالت أقلب فى هذا الريموت العجيب برنامج يعرض كواليس تصوير الأفلام، لأجدنى أنسى كالعادة كل ما رأيت فى القنوات الأخرى وأمعن النظر والتركيز فى كيفية صناعة هذة الساحرة العجيبة المسماة بالسينما أو الفن السابع، وتتضمنت الحلقة كواليس تصوير فيلم أبو على، الغريب أنه وبعد مشاهدتى لهذا البرنامج حاولت مرارا وتكرارا أن أشاهد هذا الفيلم ثانية دون جدوى لا لشئ سوى أننى كنت أصدق أبوعلى وبقول أبو على وليس كريم عبد العزيز لأنه بالفعل أستطاع أن يجعلنا نصدق الشخصية لدرجة أن وصل عدد مشاهدتى لهذا الفيلم الى حوالى عشر مرات دون ملل الى أن شاهدت هذة الحلقة من البرنامج والتى جعلتنى أخلط تماما بين كريم عبد العزيز وأبوعلى ومنى زكى وسلمى بالفيلم، وأدركت وقتها لماذا نصدق من سبقوهم ولا نصدقهم، وذلك لأننا ببساطة شاهدنا أفلام الأبيض والأسود وحتى الأفلام الملونة فى السبعينات والثمانينات بعيدا عن واقع الصناعة ذاتها والتى تحاصرنا اليوم على كل شاشات قنوات الأفلام المتخصصة كأعلان أو ترويج للفيلم السينمائى فى غفلة من صناع السينما حيث أن هذا قد يكون ضد الفيلم.

فمثلا لماذا لا نؤمن بوجود الرومانسية الأن هل لعدم ووجودها فى حياتنا أم لعدم تصديقنا للشخصية السينمائية التى تجسدها فى الأساس؟ ومن قال أصلا أن الرومانسية كانت تملأ الدنيا فى واقع الستينات تجوب الشوارع والبيوت باحثة عن القلوب التى تسكنها؟ فهل من الممكن أن نجزم بوجودها فى ذلك الوقت؟ أم أننا صدقنا نجوما لم نراهم الا شخصيات تتحرك أمامنا فى أفلام بعيدا عن البرامج وكواليس الصناعة.

واليوم شاهدت صدفة وأنا أقلب فى نفس الريموت العملاق أعلان أو "برومو" ضمن عشرات الأعلانات التى تبث على قناة التليفزيون العربى عن برنامج للأعلامية القديرة ناهد جبر تستضيف خلاله الفنان الكبير فريد الأطرش والفنانة الكبيرة زبيدة ثروت مع المخرج العظيم عاطف سالم فى كواليس تصوير أحد أفلامهم .... لأجدنى أقول بصوت مسموع "لالالالالالالا .... مش هتفرج على قناة التليفزيون العربى".

هناك تعليق واحد:

  1. نفس الكلام فى نفس الموضوع كنت هكتبه فى مدونتى ده اكيد توارد خواطر بس انا كنت هكتب عن فريد الاطرش بالذات وعن ادب واخلاق وذوق الفنانين فى افلام ابيض واسود كان الرقى مش بس فى الاداء لا فى الاخلاق كمان
    اشكر لك موضوعك الجميل واتمنى ان تزورى مدونتى النونو ولك التحية

    ردحذف